Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

احد اسود القوات المسلحة الجنوبية يكتب اين حبر يديك يا رفيق السلاح هل عشت حرب التحرير الاخيرة وكنت في صميم معاركها؟ شاركت ابطالها مذاق التضحية ومذاق النصر؟ هل كنت هنا حيث الوقائع والاحداث والاشخاص التي لا تنسى ولا تبلى اسماؤها؟ إن كانت اجاباتك بنعم .. فلماذا يا رفيق السلاح تحولت الى مايشبه الجرح الذاهب الى الضمور والاندمال ؟ إنهم يريدونك ان تتحول الى حالة إشفاق؟ ما هذا الشعور القنوط الذي يساق اليك ليحيلك من مهابة الاندفاع الفدائي في جبهة جعولة يومذاك الى مهانة طوابير الانتظار لعطاءات مركز سلمان الاغاثي ! لماذا تعتقد انك انتهيت الا من اسم تتناقله المنظمات الدولية من كشف السلة الغذاىية الى كشف برنامج اليوم العالمي لغسل اليدين! ارجوك .. لا تغسل يديك ففيها حبر الثورة ومداد التحرير، لا تخدشها يا رفيق السلاح بالتصفيق للثورة المضادة، لمعاول هدم مقامك وقوامك لا تضرب بها جنبك وجنوبك ومجلسك الانتقالي مكانتك وامكانياتك محفوظة، ومن الان فصاعد تحدث ليومك كثيرا عن امسك ، يوم كنا ضحايا وكانت عدن الضحية، اكتب بفخر وزهو احداث ماضيك النضالي اخبارا لليوم، للغد ،للمستقبل واجياله حدثنا عن معركة جعولة، عن صباح الالتحام في المزارع، ومساء الاقتحام على ضوء نار الاشتباك، يا رفيقي لا تحدثني عن الف متراس وخندق كانت لنا موطن موت ووطن اسمه الجنوب وكيف صارات اليوم مزروعة بخرسانات بساطي الاراضي.. لا تتوه في البحث عن تعريف لنفسك فالتاريخ سيرفع للاجيال تحديث عن كونك بطل تحرير الارض وعنهم قادة تسوير وتحويش الاراضي، هؤلاء تجاهلهم وما يفعلون، اشعل هممنا واحرق همومنا بملاحم قادة ترصعت اجسادهم باوسمة الجراح اكثر مما ترصعت اكتافهم بالرتب. حدثنا عن ذاك القائد الذي كنا نناديه بإسمه فقط - فضل حسن - واحيانا يا والد، لنكتشف فيما بعد انه برتبة لواء، في معركة تحرير جعولة، وصلنا نبأ ان الوالد استشهد ، شعرنا بالخسارة وتحدثنا عنه كثيرا، عن شجاعته وصبره وجلده، وعن اشياء تتعلق بعمره وقدرته الفائقة في التكيف مع عنفوان الشباب والتحكم بها ، كان يعيد هندسة اندفاعنا الانتحاري الى عمل فدائي، كان واحدا من روافع معنوياتنا وهمزة الوصل بيننا وضباط قوات التحالف العربي، إن ساءهم منا قولا اعاد صياغته في اذهانهم على نحو غير مفسد للود وشراكة المعركة يوم رفعنا علم الجنوب على مدرعات ودبابات قوات التحالف، هل تتذكر كيف اشطاطوا غضبا ثم اتى الوالد ونجح في ادارة الموقف بإقناع الضباط الاشقاء بقوله : - هؤلاء الذين يرفعون علم الجنوب هم من حافظوا موطئ قدم لعاصفة الحزم على الارض .. انهم يقاتلون عدو فارسي يرفع راية اليمن - في ذلك اليوم ادركنا اننا في حضرة القائد فضل حسن وان تحركه الدائم والدؤوب في كل قطاعات الجبهة من راس عمران الى البساتين كان من صميم مهامه كقائد للجبهة كلها، لم نسأل بعد ذلك اليوم من هذا الوالد الصنديد، كنا فقط نستمع منه للننفذ ونسأله فقط عن كل قائد جاء متمما له وملتحقا بالجبهة. عندما اخبرنا القائد (نصر علي ) ان الاشقاء الاماراتيين مستمرون في القتال الى جانبنا في العاصمة عدن وخارج عدن وان الذي استشهد ليس القائد فضل حسن بل صهره العقيد حسين محمد الازرقي، شعرنا بأننا منتصرون ولن نهزم، قد نبدو مبالغين في التعبير عن فرحتنا تلك عند من يقراها سطرا مكتوبا بعيدا عن زمانها ومكانها وبيئتها ... وحتى تتعرض تلك اللحظات والاحداث الملحمية واشخاصها وابطالها للشطب والاخفاء وتطالها اهواء اصحاب عقدة النقص النضالي وكفاحه المسلح ولاجل ذلك كله رجوتك يا رفيق السلاح ان تسخر حبر يديك لكتابة تاريخك تاريخ الجنوب ومقاومته وقواته المسلحة غدا لنا من مداد كلماتك حلقة جديدة رفيقك/ جلال الصبيحي


ليست هناك تعليقات